وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
نعم ثبت أكثر من دليل في كتاب الله تعالي وفي سنة رسوله علي وجود السحر والسحرة ولكن لابد أن يعلم المسلم ويوقن أنه لايضر سحر أو غيره إلا بإذن الله تعالي قال تعالي ( فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزوجه ومايضرون به من أحد إلا بإذن الله ... ) البقرة.
وفي الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع من حديث ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له: ( ....... واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك . وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ).
فتوكلي بقلبك علي الله تعالي وأحسني اللجوء إليه وأخلصي الرجاء فيه فهو نعم المولى ونعم النصير .
وليس معني ذلك ترك الأخذ بالأسباب المشروعة سواء كانت أسباباً دنيوية أو أسباباً شرعية ومن الأسباب قراءة القرآن فإن القرآن كلامه سبحانه وكلمات الله تعالي نافعة شافية لما في الصدور والأبدان وكذلك من الأسباب الشرعية كثرة ذلك الله تعالي فإن ذكره حياة للقلوب وحرز من الشياطين .
وكذلك الأخذ بالأسباب الدنيوية ومنها التطبب والتداوي من الأمراض بالأدوية النافعة المجربة علي يد الأطباء الثقة .
كل ذلك من حسن التوكل علي الله وتعلق الرجاء به سبحانه وتعالى
ومن ظنت أن بها سحر أو أذي من مس أو غيره فلا بأس من أن يرقيها بالقرآن أو ببعض آحاديث النبي الصحيحة من تظن به خيراً من أخت صالحة أو رجل صالح .
ولكن الأخت تقول أنها تذهب إلي شيخ لتتأكد من أن بها سحر قد فعله أشخاص معينون وسؤالي لها كيف تتأكد من ذلك بل يجب أن تعتقد وتعلم أن ذلك الشخص أو غيره لايعلم من الأمور ماغاب عنه فإن الغيب لايعلمه إلا الله حتي الأنبياء والمرسلين لايعلمون من الأمور الغيبية إلا مايطلعهم الله عليه بالوحي .
قال تعالي: ( قل لايعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) النمل 65
وقال سبحانه: ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا بشير ونذير لقوم يؤمنون ) الأعراف 188
وقال تعالي: ( وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو ) الأنعام 59
وعليه أختي الكريمة الحذر كل الحذر من اعتقاد أن أحد من دون الله تعالي يعلم الغيب وأنه يمكن أن يخبرك بذلك ومن فعل ذلك فقد أتي كاهناً وصدقه بما قال وقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: ( من أتي كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل علي محمد صلي الله عليه وسلم ) صححه الألباني وشعيب الأرناؤوط.
وروي مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أتي عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة )
قال بعض أهل العلم الكفر بما أنزل علي محمد لمن أتي العراف وصدقه وذلك لأنه أعتقد أن أحد من دون يعلم الغيب .
أما من سأله ولم يصدقه كانت له العقوبة الأدني وهو أنه لاتقبل صلاته أربعين ليلة .