السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : قال سبحانه وتعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن اجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف ) البقرة : 234 )
وقال صلي الله عليه وسلم ( لايحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد علي ميت فوق ثلاث ليال إلا علي زوج أربعة أشهر وعشرا ) متفق عليه
وروي البخاري ومسلم أيضا عن أم عطية قالت ( كنا ننهي أن نحد علي ميت فوق ثلاث إلا علي زوج أربعة أشهر وعشرا .
والإحداد في اللغة مشتق من الحد وهو المنع لانها تمنع الزينة والطيب
و الإحداد في الشرع هو ترك الزينة والطيب
ولايفهم أحد أن مدة العدة تختلف عن مدة الإحداد أو أن الإحداد بمعزل عن العدة فالإحداد تابع للعدة وملازم لها وبذلك قال أهل العلم قال ابن القيم رحمه الله في ( إعلام الموقعين ) وأما الإحداد علي الزوج فهو تابع للعدة وهو من مقتضياتها ومكملاتها ... ..)
ومدة هذه العدة هي لغير الحامل من النساء أما الحامل فعدتها بوضع حملها قال تعالي ( وأولات الأحمال أجلهن أي يضعن حملهن ) وكذلك صح من حديث سبيعة الاسلمية رضي الله عنها.
وقد ذهب جمهور العلماء إلي أن الأية ( والذين يتوفون منكم ويذرون ازوجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ... )
ناسخة لقول الله تعالي ( والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لأزواجهم متاعا إلي الحول غير إخراج )
قال القاضي عياض والإجماع منعقد علي أن الحول منسوخ وان عدها أربعة أشهر وعشرا .
أما قول شيخ الإسلام ابن تيمية فهو أن الأية الناسخة نسخت الوجوب في الأية المنسوخة ويبقي الإستحباب لأن هناك من علماء الأصول من يقول أن الحكم إذا نسخ لايذهب كله ولكن ينزل إلي مادونه في الدرجة فإن نسخ حكم التحريم بقي حكم الكراهة وإن نسخ الوجوب بقي الإستحباب إلا أن ينص الناسخ علي حكم آخر تماما .
والأقوى هنا مذهب الجمهور
وإذا أخذت بالورع وفعل المستحب فإن الإحداد متلازم مع مدة العدة
وانبه أن الحداد لايكون بلبس الأسود خاصة بل يمكن بالأبيض وغيره من الألوان ولكن لاتكون بها زينة أو هي نفسها زينة وكذلك ترك الطيب إلي غيره من أحكام الحداد
