إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : هذه المسألة تبني علي مسألة هل يجوز أخذ الأجر علي تعليم القرآن وكذا العقائد والشرائع وأمور الدين من واجب ومحرم .
اختلف أهل العلم في ذلك فذهب جمهور أهل العلم منهم مالك والشافعي ورواية عن أحمد جواز ذلك واحتجوا بما رواه البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم  ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) وهذا الحديث وإن كان ورد في الرقية ولكن الحديث لفظه عام والقاعدة الأصولية أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
واحتجوا أيضا بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الواهبة التي وهبت نفسها له وقوله للصحابي الذي أراد نكاحها (زوجتكها بما معك من القرآن ) فجعل تعليم القرآن عوضا عن مهر المرأة.
وذهب أبو حنيفة ورواية عن أحمد وبعض أهل العلم إلي تحريم أخذ الأجرة على تعليم القرآن والشرائع والحلال والحرام وذلك لما صح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن أهدي له قوس لتعليمه القرآن قال ( إن كنت تحب  أن تطوق طوقا من نار فاقبله ) رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ولو شواهد أخري تقوي الحديث. وأجاب المجيزون لأخذ الأجرة علي ذلك بأن عبادة علمهم حسبة لله تعالي ولم يطلب منهم أجرا فلما أرادوا أن يعطوه هذا القوس عوضا عن التعليم لم يحل له قبوله لأنه علمهم حسبة لله دون طلب الأجرة .
وأجاب آخرون علي الحديث بأن هؤلاء الذين علمهم كانوا من أهل الصفة كما هو مذكور في الحديث وأهل الصفة من  فقراء الصحابة ويعيشون بالصدقات فلم يجز أن يأخذ منهم عوضا مع فقرهم .
وتوسط بعض أهل العلم كابن تيمية وغيره قالوا يجوز أن يأخذ أجرا مع الحاجة إلي أخذ الأجر والتعفف إن كان غير محتاج كقول الله تعالي في ولي اليتيم (من كان فقيرا فليأكل بالمعروف ومن كان غنيا فليستعفف )
وقال البعض يجوز أخذ الأجرة بغير اشتراط منه .
أما هل ينافي أخذ الأجرة الإخلاص فكما قال الشيخ ابن باز وكذلك اللجنة الدائمة (وأخذ الأجرة لا ينافي الإخلاص، إنني بتعليمه نفع الناس مخلصا لله تعالي) وإن كان من يعلم الناس دون أخذ أجرة أكمل إن كان مخلصا لله تعالي ولم يرد بتعليمه الناس رياء ولا سمعة .
وانبه هنا أنه لا بد للأخت التي ترسل تلك الفيديوهات أن تتأكد أن ما فيها من أمور تعليمية هي أمور صحيحة في الدين لأهل العلم الموثوقين ولا يصاحب تلك الفيديوهات أمر محرم من موسيقي أو إعلانات محرمة أو غير ذلك مما لايحبه الله ولايرضاه