الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : يشرع للحائض ما يشرع لغيرها من ذكر الله عز وجل وتسبيحه وتحميده وتهليله والإستغفار والتوبة وسماع القرآن وسماع العلم وحلقات القرآن والإستفادة من ذلك وذلك لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها لما حاضت ( افعلي ما يفعله الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ) فأمرها أن تفعل مازيفعله الحاج من تلبية وذكر وسائر الوجوه الشرعية عدا الطواف . فدل ذلك علي أن الحايض مثل غيرها ترمي الجمار وتلبي وتذكر الله تعالي وتستغفره وتفعل ما يفعله الحاج غير الطواف
وكذلك إذا كانت في بيتها تذكر الله وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتدرس العلم إلي غير ذلك من وجوه الخير والبر .
أما قراءة القرآن ففيه خلاف بعض أهل العلم يري أنها تمنع من قراءة القرآن واحتجوا ببعض آحاديث تنهي الحائض عن قراءة القرآن وهي آحاديث ضعيفة لا تصح للإحتجاج بها .
والقول الثاني يجيز للحائض أن تقرأ القرآن من غير مس للمصحف كأن تقرأه عن ظهر قلب أو دون مس وهو الأظهر-الراجح- لأنه لا دليل صحيح علي منعها من القراءة ولأن قراءة القرآن من ذكر الله تعالي ولم يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم الحائض من ذكر الله بل قال ( افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ) ومن المعلوم أن الحاج يذكر الله ويقرأ القرآن . وخاصة إن وجد داع لقراءتها القرآن حال الحيض كالمعلمة تعلم طالباتها أو تقرأ وردها حتي لا يتفلت منها القرآن لأن أمر الحيض يطول .
والرقية الشرعية هي من قراءة القرآن وذكر بعض الآحاديث الثابتة في الرقية ولا دليل علي منع المرأة الحائض من ذلك . والرقية تكون علي الإنسان نفسه لأن هذا هو ما ثبتت به السنة
ويحرم أيضا علي الحائض الصلاة والصيام لما صح أن امرأة سألت عائشة رضي الله عنها قالت ( يا أم المؤمنين ما بالنا نقضي الصوم ولا نقضي الصلاة قالت عائشة رضي الله عنها ( كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) يعني من النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرهن بقضاء الصوم ولا يأمرهن بقضاء الصلاة .
كما يحرم وطء الحائض ( قال تعالي ( فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتي يطهرن )
