ويجوز أن تصلي صلاة الليل أربع ركعات بتسليم واحدة لما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ( يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا ) 

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدي عشرة ركعة ) رواه البخاري ومسلم وفي رواية لعائشة صحيحة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس ولا يجلس في شيء إلا في أخرها ) 

ولوتره صلي الله عليه وسلم صفات أخرى كلها بأحاديث صحيحة منها أنه كان يوتر بتسع ركعات لا يجلس إلا في الثامنة ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة ثم يسلم ثم يصلي ركعتين وهو قاعد فلما أسن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بسبع وصنع في الركتين مثل صنيعه الأول والحديث رواه مسلم 

قال ابن القيم في إعلام الموقعين بعد أن ذكر بعض صور وتر النبي صلى الله عليه وسلم بخمس وسبع وتسع قال وقد ظن البعض أن هذه الأحاديث معارضة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى ) وهو حديث صحيح لكن الذي قاله صلى الله عليه وسلم هو الذي أوتر بالتسع والسبع والخمس وسننه كلها حق يصدق بعضها بعضا فالنبي صلي الله عليه وسلم أجاب السائل عن صلاة الليل بأنها (مثنى مثنى ) ولم يسأله عن الوتر وأما السبع والخمس والتسع والواحدة فهي صلاة الوتر . والوتر اسم للوحدة المنفصلة عما قبلها فالخمس والسبع والتسع المتصلة كالمغرب إسم للصلاة المتصلة ( يقصد أنها تسمي وترا مادامت متصلة ) فإذا إنفصلت الخمس والسبع بسلامين كالإحدي عشرة كان الوتر اسم للصلاة المفصولة وحدها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح أوتر بواحدة توتر له ما صلى فاتفق فعله صلى الله عليه وسلم وقوله وصدق بعضه بعضا ) انتهي من إعلام الموقعين 

وفي النهاية أختصر ليعلم أن قيام الليل إما أن يكون مثنى مثنى ثم يوتر المصلي بواحدة فالمثنى من القيام هو الشفع والواحدة هي الوتر وكذلك قام صلي الله عليه وسلم من الليل بصور أخري منها السبع لا يجلس إلا في السادسة ولا يسلم ثم يقوم فيأتي بالسابعة وكذلك صلي بخمس وتسع وكل ذلك يسمي وتر وهو قيام الليل كما أن المثنى والمثنى قيام وكما قام صلى الله عليه وسلم بأربع ثم سلم وأربع ثم سلم ثم صلى ثلاث فالأربع والأربع شفع والثلاث وتر وكل ذلك من صور قيام اللليل