إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
أولا : صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إياكم والدخول علي النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أرأيت الحمو ؟ قال الحمو الموت ) متفق عليه والحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ابن عم ونحوه .
وهنا يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول علي النساء الأجنبيات والخلوة بهن فإنه ماخلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما فإن النفوس ضعيفة والدوافع إلي المعاصي قوية فتقع المحرمات فنهي عن الخلوة بهن ابتعادا عن الشر وأسبابه
ولذلك فإن الكل مشترك في إثم ما حدث الزوجة والأخوان والأبوان لمخالفتهم الشرع لما يقع من الإختلاط والخلوة التي أدت إلى أن تعرض الزوجة نفسها على أخي الزوج، فعليهم جميعا الإستقامة علي صراط الله والبعد عن أسباب الفتن المؤدية للمعاصي والفواحش.
ثانيا : صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لو أعطي قوم بدعواهم لادَّعى قوم دماء قوم وأموالهم ولكن البينة علي المدعي واليمين علي من أنكر) صححه ابن حزم وذكره ابن حجر في فتح الباري وهو حسن الإسناد .
وإذا ذكر ذلك لزوج المرأة ترتب عليه شر عظيم أولا ليس لدي أخيه بينة علي قوله وغالبا ستكذبه الزوجة فإما أن يصدق الزوج زوجته فيحدث من الشقاق وقطع الرحم والعداوة بين الأخ وأخيه ما الله به عليم وقد تمتد تلك القطيعة إلي أبناءهما. أو تأخذ الزوج الغيرة فيطلق الزوجة فيقع عليه وعليها وعلي الأبناء من الضرر الشيء الكثير .
ثالثا : روي ابن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) رواه البخاري ومسلم فالستر علي من فعل معصية توجب حدا أو تعزيرا يختلف باختلاف حال من وقع فيها والأصل أن الستر أفضل لحديث ابن عمر السابق قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في جامع العلوم والحكم : واعلم أن الناس على ضربين أحدهما : من كان مستورا لا يعرف بشيء من المعاصي فإذا وقعت منه هفوة أو زلة فإنه لا يجوز كشفها ولا هتكها ولا التحدث بها لأن ذلك غيبة محرمة وهذا هو الذي وردت فيه النصوص وفي ذلك قوله تعالى ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فبشرهم بعذاب أليم في الدنيا والآخرة ) والمراد : إشاعة الفاحشة على المؤمن المستتر فيما وقع منه ، أو اتهم به وهو بريء منه كما في قصة الإفك ... . ) وفي ضوء كل ما ذكر يحرم عليكن التحدث بهذا الأمر للزوج أو فيما بينكن فهو من الغيبة المحرمة .
وأيضا يجب علي كل مسلم الإستقامة على أوامر الشرع واجتناب نواهيه والبعد عن أسباب الفتن والفساد ومنها الإختلاط المحرم والخلوة بين الأجانب من النساء والرجال