فذهب الشافعية والحنابلة أنه حيض واحتجوا بقول الله تعالى  ( يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتي يطهرن )  قالوا قوله تعالي هو أذى إشارة إلي أن العبرة بوقوع الأذى وهو حاصل بوجود الدم وإن لم يخرج . 

واستدلوا أيضا بحديث ( لا تعجلن حتي ترين القصة البيضاء ) فعلم أن النساء كن يعتبرن الكدرة علي الكرسف من الحيض والكرسف هو القطنة التي تدخلها النساء ليتتبعن الحيضة وقد علمتهن عائشة رضي الله عنها ذلك . 

وذهب الحنفية ومن علماء العصر الشيخ  ابن عثيمين رحمهم الله تعالي إلي أن الحيض هو الدم الخارج من باطن الفرج قال الشيخ ابن عثيمين : يري بعض العلماء أن الحيض إذا انتقل -ليس ما أوجع البطن -ولكن ما خرج وبقي داخل الفرج يري أنه مثل الخارج وهذا القول ضعيف وقال إذا أحست بانتقال الحيض قبل الغروب لكن لم يخرج إلا بعد الغروب فإن صومها تام ولا يبطل علي القول الصحيح لأن الدم في باطن الجوف لا حكم له لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن المرأة ترى في منامها ما يري الرجل هل عليها غسل قال ( نعم إذا رأت الماء ) فعلق الحكم برؤية الماء لا بانتقاله فكذلك الحيض تثبت أحكامه برؤيته خارجا لا بانتقاله) انتهي مجموع فتاوى ابن عثيمين  (235/11) 

وأميل إلي ما أفتي به الشيخ ابن عثيمين وننصح الأخت السائلة أن لا تتبع الدم من داخل عند شعورها بمباديء الحيض ولا تعتد إلا إذا رأت الدم خارج الفرج وإنما التتبع يكون في نهاية الحيض