رقم الفتوى : 96
تاريخ النشر : 07-05-2021
المشاهدات : 3179
السؤال
لقد قال عالم أن حديث سيدنا أسيد بن حضير أن يكون مراحل الجنين (على ذلك في مثل ذلك) فيما معنى الحديث أن المراحل الثلاثة في أربعين يوما وأن هذه الرواية أصح من رواية سيدنا عبد الله بن مسعود حتى أن أكبر بروفيسور في علم الأجنة عالم كندي إسمه كيث مور اكتشف ذلك، ولما قال ذلك في مؤتمر عالمي ووجد المسلمين غير مبهورين وقال أنه بحث طويلا وراقب مراحل التطور ولما قرأوا له سورة المؤمنون وشرحوا له الحديث أسلم وأعاد صياغة بحثه وكرر (كما يقول القرءان الكريم) وفِي السونارفي اليوم الواحد والأربعين عند نفخ الروح قال How is GOD.
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة الرسالة 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية إلي أن الروح تنفخ في الجنين بعد مائة يوما أي بعد الأربعين الثالثة الواردة في حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذهب ابن عباس وابن رجب الحنبلي في رواية عن الإمام أحمد أن الروح تنفخ في الأيام العشرة بعد تمام الأربعة أشهر الأولي من الحمل والدخول في الشهر الخامس واستدلوا علي قولهم بعدة المتوفي عنها زوجها  قال ابن المسيب لما سئل عن عدة الوفاة حيث جعلت أربعة أشهر وعشرا  ما بال العشر قال: ينفخ فيها الروح. 
 
وقال الدكتور محمد علي البار والدكتور شرف القضاة والدكتور عبد الجواد الصاوي أن الروح تنفخ في الجنين بعد  الأربعين واستدلوا علي قولهم ببعض الأدلة التي لا يستقيم لهم الإستدلال بها. 
ومن أظهر أدلة جماهير أهل العلم ما رواه البخاري من حديث ابن مسعود مرفوعا ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة  مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك ....... )  والحديث واضح المعني وهو أن النطفة تبقي في الرحم أربعين يوما ثم تصير علقة في أربعين أخري مثل الأربعين الأولي ثم تصير مضغة في أربعين يوما ثالثة، وثم تفيد التراخي، وكل شيء تراخيه بحسبه، وتصوير خلق الإنسان يكون خلال هذه المدة، أما نفخ الروح فلا يكون إلا بعد الأربعين الثالثة
ولا تعارض بين حديث ابن مسعود رضي الله عنه وحديث حذيفة بن أسيل رضي الله عنه الذي جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا بلغت النطفة ثنتين وأربعين ليلة أرسل إليها الملك فيأمره الله تعالي بتصويرها ثم يقول: أي ربي أذكر أم أنثي؟ فيأمر الله ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: أي ربي رزقه؛ فيقول الله ما شاء، ثم يكتب الملك ) 
فهذا الحديث يدل -كما يقول العلماء ومنهم الشيخ صالح آل الشيخ -  علي أن التصوير سابق لتمام هذه المدة -أي الأربعين الثلاثة - فإنه في خلال هذه المدة يتم تصوير الجنين قال تعالي ( في أي صورة ما شاء ركبك ) وهذا التصوير معناه التخطيط.
والمصور معناه الذي يجعل الشيء علي هيئة صورة مخططة ولم يتعرض حديث حذيفة رضي الله عنه إلي نفخ الروح متي يكون ولكن تعرض فقط لوقت تخطيط خلق الإنسان وكتابته ذكر أم أنثي ورزقه وهذا كله لا إشكال فيه والجمع بين الحديثين مقدم علي الترجيح إذا وجد جمع غير متعسف ومعنى الحديث هنا أنه يخطط خلقه ويكتب ذكر أم أنثي ورزقه -بعد اثنتين وأربعين ليلة - والمعنى إن خلق وعاش. 
مثل حديث من أحب أن ينسأ له في أجله فليصل رحمه. فقال كثير من العلماء أن صلة الرحم يطول عمر صاحبها حقيقة وليس مجازا وقالوا إن الملك يكتب له عمرا  وعمرا أطول إن وصل رحمه والله تعالي هو الذي يعلم أي الأجل أجله.
وهنا أيضا تخطط صورته يكتب ذكر أم أنثي ورزقه كل ذلك والله يعلم هل سيخلق وتنفخ فيه الروح أم ينزل من الرحم سقطا ليس فيه روح.
وفي الجملة قد ذكرت لك مذهب جماهير أهل العلم قديما وحديثا وكلهم متفقون علي أن النفخ للروح بعد مائة وعشرين يوما أو بعد ذلك بعشرة أيام   
أما القول الأخير فلا حجة صحيحة له.

logo