إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال، الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، أما بعد:
لابد أن تعلمي أو يُعلم - جميع المسلمون- أن أهل العلم قاطبة قد أجمعوا على أن من سب الله تعالى أو سب رسوله أو أحد من رسله أو سب دين الله عز وجل أو تنقص دين الله تعالى فإن كل ذلك كفر مخرج من الملة والعياذ بالله عز وجل. فعلى من سب دين الله والعياذ بالله أن يراجع دينه مرة أخرى ويتوب إلى الله تعالى توبة صادقة وطبعا يغتسل ويشهد الشهادتين ويتوب إلى الله عز وجل. وليس الإغتسال شرطا في التوبة، ولكن حتى تكمل توبتة وتكون كاملة. لكن الواجب عليه أن ينطق الشهادتين مرة أخرى ويتوب إلى الله عز وجل توبة صادقة ويكثر من الاستغفار ومن العمل الصالح ويعزم على ألا يعود إلى ذلك مرة أخرى.
الشيخ بن باز رحمه الله سئل في فتاوي نور على الضرب عن هذا السؤال على من يسب دين الله عز وجل؟ فقال أجمع العلماء قاطبة على أن المسلم متى سب دين الله أو تنقصه أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتقصه أو استهزأ به فإنه يكون مرتدا كافرا حلال الدم والمال يستتاب فإن تاب وإلا قتل - يستتاب يعني يقال له تب الى الله عز وجل ويبين له ذلك - وبعض أهل العلم يقول لا توبة له.
-هذا من جهة الحكم- بل يقتل من جهة الحكم الشرعي، لكن التوبة بينه وبين الله تعالى لو كان توبته صادقة تقبل طبعا.
وقال الشيخ بن باز لكن الأرجح إن شاء الله تعالى أنه متى أبدى التوبة - أظهرها وأعلن التوبة ورجع إلى ربه عز وجل - يقبل منه في الظاهر وفي الباطن، وإن قتله ولي الأمر ردعا لغيره فلا بأس. (يمكن أن يكون تاب فعلا توبة صادقة بينه وبين ربه) ولكن هذا الرجل الذي أعلن سب دين الله عز وجل أعلن سب الله عز وجل أو التنقص من الله تعالى أو من رسوله أو كذا أو كذا فلولي الأمر أن يقتله ردعا لغيره. أما توبته فيما بينه وبين الله فإنها صحيحة إذا تاب توبة صادقة. انتهى من كلام الشيخ ابن باز .
الشيخ ابن عثيمين يقول أيضا في فتاوى نور على الضرب والاستهزاء بدين الله أو سب دين الله أو سب الله ورسوله أو الاستهزاء بهما كفر مخرج من الملة. ومع ذلك فإن هناك مجالا للتوبة منه. لقول الله تعالى (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.) فإن تاب الإنسان من أيِّ ردة عن الإسلام فإن توبة نصوحا - توبة صادقة استوفت شروط التوبة- فإن الله تعالى يقبل توبته انتهى.
إذًا يعلم أن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو التنقص منهما أو سب الدين أو تنقص من الدين، فإن كل ذلك كفر مخرج من الملة بإجماع أهل العلم. لكن التوبة مفتوحة بابها أمام كل أحد - فعل ما فعل من الذنوب- أن كان الإنسان يتوب إلى الله توبة صادقة ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) حتى الكفر لكن مع التوبة الصادقة.
إذا لابد أن يُعلم أن ما يفعله هذا الشخص - أنه كلما يتشاجر أو إذا تشاجر مع زوجته فإنه يسب دين الله عز وجل- هذا كفر والعياذ بالله.
هنا نسأل هل نتركه هكذا؟ لا، لابد أن ينصح وأن يْذكَّر وأن يُعِّلم، ليس هذا واجبا لأن سب دين الله أو سب الله أو سب رسوله لا عذر فيه بالجهل حتى نقول نحن نعلِّمه من أجل أنه جاهل فهو ليس عليه حكم لأنه جاهل لا، نقصد أنه يجب أن من رأى منكم منكرا فليغيره فلابد أن يزجر ولابد أن ينصح في ذلك ويعلم أنه بهذا يخرج عن دين الإسلام إلى الكفر. ولابد أن نُعلِمه بذلك ونذكره ولعله يتوب إلى الله عز وجل توبة صادقة يقبلها الله عز وجل.
هذا الإنسان الذي هو يكفر بالخروج من دين الاسلام بسب الله أو سب الرسول أو سب الدين. هل يعطى من الذكاة؟ لا، لا يعطى من الزكاة أبدا
إن الزكاة زكاة المسلمين لا تكون إلا للمسلمين، الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث قال لمعاذ قال له وأعلمهم فإن هم أجابوك لأنه الأول يأمرهم بشهادة أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله. فإن هم أجابوك لذلك. فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أجابوك بذلك فأعلمهم بكذا إلى أن وصل إلى أنه قد فرض عليهم في زكاة أموالهم تؤخذ من أغنيائهم أغنياء المسلمين وترد إلى فقرائهم أي أن الزكاة من أغنياء المسلمين إلى فقراء المسلمين، لا يدخل فيها كافر بأي كفر كان سواء كفر ردة أو إنسان نصراني أو يهودي لا يجوز له أن تخرج له الزكاة. أما إن كان صدقة يعني مستحبة فيجوز للكافر أن يعطى من الصدقة المستحبة ولكن هذا مرتد عن الإسلام. فينظر في حاله إن وجدنا إننا مثلا حين نزجره عن سبه الدين وكذا وكذا وكذا. فهو يتوب الى الله عز وجل وأظهر التوبة وعلم أنه بذلك يخرج عن دين الإسلام وأنه يمكن أن يخلد في النار وكذا وكذا فتاب إلى الله عز وجل يعطى من الصدقة المستحبة ويعطى من الزكاة ولعل الله عز وجل أن يتوب عليه.
أما بالنسبة لباقي السؤال وماحكم بقاء زوجته معه فإن شاء الله أجيبها في رسالة اخرى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته