السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة صاحبة سؤال ما حكم شراء الفضة أونلاين.
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى به وبعد.
بالنسبة للذهب والفضة لا يجوز بيعهما أو شرائهما عن طريق الإنترنت أو الأونلاين إلا في حال واحدة وهي التقابض في المجلس
الدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث كلها أحاديث صحيحة رواها مسلم ورواه البخاري ومسلم. منها حديث "الذهب بالذهب والفضة بالفضة مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف تبيع إذا كان يدا بيد." رواه مسلم.
فيشترط في بيع الذهب والفضة المال بالمال ويشترط التقابض في المجلس.
كأن تشتري ذهب بريالات أو بدولارات أو بجنيهات مصرية، بأي عملة من العملات، وهي الأوراق النقدية (الفلوس)والتي لها حكم الذهب والفضة، لأنها كلها يجري فيها الربا من أجل الثمنية. المال ثمن للأشياء والذهب ثمن للأشياء، الفضة ثمن للأشياء. فاختلفت الأجناس فهل يجوز أن أبيع واشتري ذهب بفضة؟ نعم؛ بدون أن يكون مثلا بمثل. يجوز اشتري ذهب بمال أو فضة بمال؟ نعم ؛ لأنه يختلط فيها المثلية لكن يشترط التقابض في المجلس.
يعني يدا بيد وفي الحديث الآخر (هاء وهاء) بمعنى (خذ وهات) في المجلس، فغالب الظن أن ما يحدث عن طريق الإنترنت أو الأونلاين أن الإنسان يرسل أولا النقد يريد تصنيع إسورة معينة من الفضة أو أنها تختار شيء مصنع وتختار حجمه ووزنه ثم ترسل المال للشركة المصنعة أو المحل وبعد ذلك يصل إليها طلبها. فهذا لا يجوز شرعا لأنه فقد شرط التقابض. لأنه مخالف لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما سبق في الأحاديث الصحيحة.
ولكن إن حدث أن استلم وسلّم يعني هو سلم المال واستلم ما يريد من الذهب أو الفضة في مجلس العقد نفسه فهنا المحظور صار غير موجود وهو تأخر في التقابض، فيجوز حينها الشراء.
